البطة هذا الكائن الذي يلتصق رأسه بجسمه مباشرة على خلاف الأوزه التي تقع رأسها فوق رقبة طويله، وكأن البطة لا تحلم بأن ترى إلا أسفل قدميها الصغيره، تُتطيء رأسها لأسفل فهي لا تعرف كيف ترفع رأسها لأعلى أو بالأحرى لم تتعلم ذلك، على عكس الأوزة التي دأبت على التطلع لأعلى، لتتعلم من الكائنات التي تعيش بالأعلى كيف تحلق في سماء الله الواسعه، لتتأمل وتتعلم، علها تكون يومًا مثلهم.
ثم تأتي الكائنات الجميلة الأخرى للتطلع إلى البطة باعجاب، وإلى تلك الأوزه المشاغبه باستهجان شديد. فالأولى – أي البطه – محترمه ومؤدبه لا تتطلع لغيرها وتُتطئ رأسها احترامًا للأخرين، لا تمد عينها لأكثر مما ينبغي.
على خلاف الثانية التي تطلعت لغير ما لها – كما تعتقد هذه الكائنات الجميله – وتمنت أن تكون مثل الكائنات التي بالأعلى تحلق معهم، وكأنها بتحليقها لا تحترم الأخرين كالبطه أو تفتقد الأدب الذي يعتقدون.
مسكينة هي الأوزة....
لم تفهم هذه الكائنات الجميله بعد أن رفع الرأس والتطلع إلى الأفق البعيد ليس إلا علو للفكر وسعة للأفق...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الشكر الجزيل لصديقاتي اللاتي ألهمنني بالفرق بين البطه والأوزة